مـــنــــتــــدى افـاعـــي الــهــــكـــــر
اهلا وسهلا بكم في منتدى افاعي الهكر

ارجو التسجيل في المنتدى كي يظهر لكم الاقسام المحجوبة عن الزوار

المنتدى معروض للبيع للراغبين الاتصال على الرقم التالي 0097252316678
مـــنــــتــــدى افـاعـــي الــهــــكـــــر
اهلا وسهلا بكم في منتدى افاعي الهكر

ارجو التسجيل في المنتدى كي يظهر لكم الاقسام المحجوبة عن الزوار

المنتدى معروض للبيع للراغبين الاتصال على الرقم التالي 0097252316678
مـــنــــتــــدى افـاعـــي الــهــــكـــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــنــــتــــدى افـاعـــي الــهــــكـــــر

عالم الهكر ( الـمـلـك كــوبـــرا )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام Muv50643
مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام EBj87204
أزعيم،، فــيـــس بــوٍوٍوٍك

 

 مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mr_Error
نائب المدير العام
نائب المدير العام
Mr_Error


من الذي دعاك : بحث عن برنامج
الجنس ذكر
الابراج : العذراء عدد الرسائل : 1149
تاريخ الميلاد : 04/09/1991
الموقع : افاعى الهكر
الهواية : الدفاع عن الأسلام والمسلمين
البلد / المحافظة : مصر
نقاط واوسمة نقاط واوسمة : 1414
تاريخ التسجيل : 11/08/2010

مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام   مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام I_icon10الثلاثاء أغسطس 31, 2010 8:34 am

كفار مكة ومحاولات وقف المد الإسلامي
المحاولات السلمية
في محاولات جادة لإيقاف المد الإسلامي فقد بدأ كفار مكة يأخذون خطوات عملية ومتدرجة في سبيل ضمان وتحقيق نتائج حاسمة وسريعة، وهي - وسبحان الله - نفس الخطوات التي تتكرر في كل زمان لنفس الأغراض، يقول سبحانه وتعالى: [أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ] {الذاريات:53} .

وكانت المرحلة الأولى من مراحلهم في صد الدعوة الإسلامية ووقف المد الإسلامي هي مرحلة المحاولات السلمية، فعملوا على الآتي:
أولاً: تحييد موقف المساندين
تحييد جانب المساندين، وبمعنى آخر سلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل قوة قد تسانده أو تعضد موقفه، كان هذا هو أول فعل لكفار قريش في محاولاتهم لإيقاف المد الإسلامي الزاحف، وكان الوحيد الذي أعلن نصرته لرسول صلى الله عليه وسلم هو أبو طالب، فذهبوا إليه وقالوا له: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا، فانهه عنا.

ورغم موقف أبي طالب الثابت من دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه كان قد تأثر بعض الشيء بكلام كفار قريش له، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم، فانتهِ عن أذاهم.

وهنا رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء وقال: "تَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَمَا أَنَا بَأَقْدِرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا بِشُعْلَةٍ". فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط، فارجعوا راشدين.

وإن هذا ليبرهن على أن صلابة الداعية وثقته في الله عز وجل وفي دينه، وتعظيمه لأمر الأمانة التي يحملها ليلقي بآثاره وظلاله على من حوله، تلك الصلابة التي ما تبرح تنتقل انتقالاً طبيعيًّا من الداعية إلى أتباعه وإلى أحبابه ومقربيه بعد ذلك، حتى لكأنها قد انتقلت إلى أبي طالب وهو لم يؤمن.

فقد كان أبو طالب منذ البداية مذبذبًا، لكنه حين رأى إصرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباته على موقفه هذا جعله يرد أهل الكفر ويأبى إجابة طلبهم، رغم أنه لا يرجو جنة ولا يخاف نارًا، فكيف الحال إذن بالمؤمنين.

ثم إن هذه الصلابة من الداعية - ولا شك - تؤثر سلبًا على أعدائه، فالعدو المدجج بالسلاح صاحب القوة والسلطان والتمكين حينما يرى داعية صلبًا، مستمسكًا بمبادئه وإسلامه فإنه ما يلبث يتزلزل كيانه ويتضاءل حجمه وينكمش أمام الداعية مهما كان في هيئته الخارجية ممكّنًا، وكلما رأيت العدو الذي أمامك يكثر من الحراسة والتحصينات والجيوش فاعلم علم اليقين أنه يخافك أكثر مما تخافه؛ فلا تهتز.

ومن هنا فقد باءت المحاولة السلمية الأولى لكفار قريش في تحييد أو تخويف أبي طالب بالفشل، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثانيًا: استغلال الإعلام
محاولة سلمية أخرى وهي متكررة على مر الزمان استغلها كفار قريش، وهي تعني استخدام إعلام ذلك العصر بكل أنواعه، وتطويعه لوقف المد الإسلامي في مكة، وبطريقة شبه منهجية، وقد استخدم كفار قريش تلك الوسيلة من خلال محاور عدة:

المحور الأول: تشويه صورة الداعية أمام الناس:

وكان ذلك بمنزلة حرب إعلامية، كان قد قام عليها الوليد بن المغيرة وأبو لهب وغيرهم ممن هم على شاكلتهم، فقد كوّنوا تحالفًا مشتركًا من قبائل عدة يحدوهم هدف واحد، وهو حرب الإسلام، فهذا أبو لهب من بني هاشم، وذاك الوليد بن المغيرة من بني مخزوم، على ما كان بينهما من عداء ظاهر.

وفي مؤتمر كان قد ضمّ معظم الفصائل المكية، كان واضحًا أن الوليد بن المغيرة هو الذي يتزعمه؛ حيث قال:

يا معشر قريش، إنه قد حضر الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيًا واحدًا، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ويرد قولكم بعضه بعضًا.

فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس، فقل وأقم لنا رأيًا نقول به.

فقال الوليد: بل أنتم قولوا، أسمع.

فقالوا: نقول كاهن.

فقال الوليد: ما هو بكاهن؛ لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسجعه.

فقالوا: نقول مجنون.

فقال: ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو تخلقه ولا تخالجه ولا وسوسته.

فقالوا: نقول شاعر.

فقال: ما هو بشاعر؛ قد عرفنا الشعر برجزه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بشاعر.

قالوا: نقول ساحر.

فقال: ما هو بساحر؛ لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده.

وسبحان الله! لم يستطيعوا أن يتبنوا قرارًا من الممكن أن يلقى قبولاً من الناس، على علمهم التام بافترائهم ما يقولون؛ إذ إن نظْمه أعجزهم أن يصفوه بما هو ليس أهل له، وكان الأولى لهم أن يعترفوا بإعجازه، وبنبوة الذي أنزل عليه ويتبعوه، ومن ثم تكون النجاة لهم في الدنيا والآخرة، ولكن انغلقت عقولهم وأفهامهم، وصاروا كمن ينفخ في رماد.
فظلوا على كبرهم وعنادهم وقالوا:

فما نقول يا أبا عبد شمس؟!

فقال الوليد بن المغيرة:

والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق (النخلة)، وإن فرعه لجناة (ما يُجنى من الثمر)، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول أن تقولوا: ساحر جاء بقول هو سحر، يفرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته.

فنزل فيه قول الله عز وجل: [ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ] {المدَّثر: 11- 26}.

فمن سنن الله عز وجل أن يقف الكافرون وهم يعلمون أن هذا حق - يقفون ويحاربون الدعوة بكل طاقتهم، وإنه ورغم هذا فإنهم لن يفلحوا في ذلك؛ لأن الله عز وجل يحاربهم بنفسه.

فقد كانت الإمكانات الإعلامية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقل بكثير من إمكانات الكافرين، ومع ذلك كان أمر الدعوة يصل إلى الناس، وذلك لأنه كان يصدع بالحق، وشتان بين الحق والباطل، وهي رسالة إلى كل الدعاة: لا يحبطنك سطوة إعلام المحاربين لدعوة الله عز وجل [وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ] {الأنفال: 59}.

المحور الثاني: تشويه الدعوة ذاتها:

عن طريق الإعلام أيضًا استهدف كفار قريش تشويه دعوة الإسلام، وذلك عن طريق الطعن في أصل الرسالة، وإشاعة القول بأنه يدعو إلى خرافة ليست حقيقة، فإذا لم يكن هناك اعتراض على شخص الداعية فهناك اعتراض على ما يأتي به الداعية، فكان الإعلام في مكة يضرب تارة في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم أو في شخص الداعية، وتارة أخرى يضرب في صلب الرسالة أو في الإسلام.

فوصفوا ما أتى به صلى الله عليه وسلم بقولهم:

[إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظصلى الله عليه وسلمًا وَزُورً] {الفرقان: 4}. وقالوا: [أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً] {الفرقان: 5}.


مع كونهم يعلمون أنه أُمِّيٌّ لا يقرأ، ومع أنهم يعلمون سيرة حياته كلها، وأنه ما غادر مكة إلا قليلاً، وأنه في هذه المرات القلائل لم يكن يغادرها بمفرده، فكيف تعلم كل هذا العلم، وكيف أتى بهذا القرآن؟!

فقد وصف القرآن الكريم حالهم هذا بقوله سبحانه وتعالى عنهم: [وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ] {النحل: 103}.

وإضافة إلى ذلك أيضًا فقد عملوا على تشويه فكرة التوحيد، التي قد تلقي بأثرها على بعض العوام فقالوا: [أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ] {ص: 5}.

ومثل ذلك أيضًا عملوا على تشويه فكرة البعث [وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي العَذَابِ وَالضَّلاَلِ البَعِيدِ] {سبأ: 7، 8}.

المحور الثالث: تشويه الدعوة نفسها:

كما قاموا أيضًا بتشويه أخلاقيات وطبائع هذا الدين، فأخذوا يشيعون عنه - على سبيل المثال - بأنه دين يفرق بين المرء وزوجه وبين المرء وأهله وهكذا، ولم يعلموا أنه ما جاء دين يجمع الناس ويوحد صفوفهم مثل دين الإسلام، دين يبغي توحيد الناس على أساس واحد متين، يستوي فيه أهل الأرض جميعًا وهو أساس العقيدة، وهذا ما كانت تأباه قريش.

وهكذا يفعل أهل الباطل دائمًا، يتهمون الإسلام في ذاته، وكما يشوهون صورة الداعية يشوهون صورة الدين، فنرى - مثلاً - من يلصقون به وبأتباعه تهمة الإرهاب وهو عنها بريء، وما جاء دين يدعو إلى الرحمة ونشر السلام كدين الإسلام.

كذلك يتهمونه بالجمود الفكري، وما جاء دين يدعو إلى التفكر وإعمال العقل كدين الإسلام، وأيضًا يتهمونه بالتخلف العقلي، وما جاء دين يدعو إلى التعلم والتفقه وعمارة الأرض كهذا الدين الخاتم.

المحور الرابع: إلهاء الناس بالباطل:

وهو محور غير مباشر إلا أن تأثيره كبير جدًّا، وهو يعني شَغلَ الناس بالباطل وإلهاءهم عن الحق بكل أشكاله.

فهم يعلمون أنه من الصعوبة على القلب المنشغل بالباطل أن يلتفت إلى دعوة إصلاحية أو إلى دعوة الحق، وأن غاية الصعوبة على الذي غرق في حياة اللهو والتفاهة والانحلال أن يهتم بدعوة جادة.

وهي خطة قديمة لأهل الباطل، فحواها أن يقدموا للناس فنونًا مختلفة من المُلهيات، فيعيشون فيها حتى لا يبقى لديهم وقت ولا عقل ولا قلب يدرسون فيه مثل هذا الدين.

ومن كفار قريش من التفت إلى هذه الحيلة الشيطانية، وتولى ما يسمى بالإعلام المضاد لدين الإسلام وهو النضر بن الحارث لعنه الله، فقد قام بإعلام مضاد وبصورة غير مباشرة، حيث إنه لم يطعن مباشرة في دين الإسلام، لكن فقط عمل على تقديم مشهيات وملهيات للناس تشغلهم في يومهم وليلهم ونومهم وسباتهم.

وقف النضر بن الحارث يحدث قريش عن خطته فقال:

يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أوتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثًا وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر، لا والله ما هو بساحر. وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن. وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر. وقلتم: مجنون، لا والله ما هو بمجنون. يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم؛ فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم.
وهي مشكلة كبيرة عادة ما يقع فيها الذين يصدون الناس عن الدعوات الإصلاحية وبالأخص عن الإسلام، فإن الدعاة إلى الله عز وجل عادة ما يكونون على صورة طيبة تفوق بكثير صورة أهل الباطل، من صفات الصدق والأمانة وأدب المعاملة والمروءة وحسن المنطق، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن يقبل الناس طعنًا في شخص الداعية، وقد يكون من الصعوبة أيضًا أن يقبلوا طعنًا في الرسالة، التي تتوافق مع فطرة الناس جميعًا، إذن فليكن الإلهاء عن الحق هو السبيل الذي لا فكاك منه ولا بديل عنه.

وما كان من أمر فقد قطع النضر بن الحارث لأكثر من أربعمائة وألف كيلو متر حيث الحيرة في العراق، وحيث البلاد الأجنبية التي يتعلم فيها فنًّا جديدًا على الناس، يستطيع به أن يلهي شعب مكة عما هم بصدده.

ذهب النضر بن الحارث إلى هناك، وبذل المال والوقت والجهد والفكر، للصد عن سبيل الله، ولنشر الإباحية والمجون [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ] {الأنفال: 36}.

وفي الحيرة أخذ النضر بن الحارث يتعلم أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار، أخذ يتعلم أساطير فارسية، حكايات وروايات وقصص، تحمل كلها عوامل التشويق والإثارة وجذب الانتباه، وفيها تنشيط للشهوات وإباحية أحيانًا وغموض وتنطع أحيانًا أخرى، وصراع في أحيان ثالثة، ورومانسية في أحيان رابعة، وهزل وضحك أحيانًا خامسة، وهكذا فيها ما يوافق كل ذوق.

وإلى مكة عاد النضر بن الحارث بهذا التنوير وبهذا التطور وبهذه الحضارة الجديدة؛ بغرض أن يرفع الناس في مكة إلى مستوى حضارات الفرس كما يزعم، ثم بدأ في حربه ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا جادًّا فيه الوقار وفيه ذكر الله وترغيب في جنته وترهيب من ناره، جلس على مقربة منه النضر بن الحارث يحدث بحديثه الهزلي، يمتّع الناس بروايته ويقول: والله ما محمد بأحسن حديثًا مني.

وفي جهد يحسد عليه لم يكتفِ النضر بذلك، بل اشترى مطربات وراقصات، وكلما سمع أن رجلاً قد مال قلبه إلى الإسلام سلط عليه المطربات والراقصات يلهينه عن سماع دعوة الحق وداعي الإيمان، وكلما نشط رسول الله صلى الله عليه وسلم نشط النضر بن الحارث.

وقد نزل فيه وفي من على شاكلته قول الله عز وجل: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ] {لقمان: 6، 7}.

وهكذا ظل أهل الباطل يتواصون بهذا المنهج، وهو شَغل الناس باللهو والباطل، وبالأخص في مواسم الطاعة وفترات زيادة الإيمان، ولعلنا بذلك نفهم أحداثًا كانت قد خفيت على بعضنا.

- نفهم مثلاً النشاط الإعلامي الرهيب الذي يتضخم في شهر رمضان المبارك، ذلك التكدس الضخم للأعمال الفنية الملهية عن أي شيء جاد في الحياة اليومية، والملهية عن الدين وغير الدين، حيث برامج حافلة على مدار الأربع والعشرين ساعة، وقنوات أرضية وفضائية لا حصر لها.

ثم يأتي التنوع غير المسبوق في المعروض، وتأتي العروض الأُوَل من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأغاني (فيديو كليب)، والرياضة والفوازير والبرامج الضاحكة، كل هذا في شهر رمضان، شهر الصيام والقيام والقرآن والزكاة والصدقة، والذي من المفترض أن يكون هو أكثر شهور السنة جدية وطاعة وقربًا من الله عز وجل.

فالطبيعي في هذا الشهر ألاّ يجد المؤمن وقتًا للأنواع المختلفة من العبادة والطاعة التي يريد أن يقوم بها، كما أنه من المفترض أن يكون قلب المؤمن فيه أكثر رقة واطمئنانًا وإيمانًا وقربة من الله تعالى، فالشياطين مصفدة، والمساجد ملأى، وأبواب البر والخير مفتوحة ومضاعف ثوابها، وأعوان الخير كثر.

وما كان من أمر فإن مثل هذه الثروة الإيمانية في قلب المؤمن لفتت أنظار أهل الباطل، فتحركوا بنشاط أكبر وجهد مضاعف في هذا الشهر الكريم، وهو أمر لم يعد يخفى على عاقل، وعلى أهل الإيمان أن يحذروا، فخطة وحيلة النضر بن الحارث القديمة ما زالت تتجدد وترى النور بين المسلمين.

- وأيضًا بموقف النضر بن الحارث نستطيع أن نتفهم ما فعله اليهود الآن في أرض فلسطين، فحينما شاهد اليهود تعاطفًا كبيرًا من الشعب مع الانتفاضة، وشاهدوا قربًا من الله تعالى، وشاهدوا عمليات استشهادية وإصرارًا على الجهاد، وشاهدوا دعاءً وتضرعًا وابتهالاً، عندما شاهدوا كل ذلك فكروا بعقل النضر بن الحارث، واستخدموا حيلته وطبقوا خطته، ولكن بطريقة عصرية.

فقد أذاعوا على كل المحطات في فلسطين أفلامًا إباحية جنسية مخلة، وذلك في كل فترات اليوم تقريبًا، ودونما اشتراك أو كلفة، فقد علموا أنه لو شُغل الشباب في هذا اللهو الباطل والحرام فلا شك أنهم سيبتعدون عن الله، وهم يعلمون أنهم لو ابتعدوا عن الله وعن نهج الإسلام فلا شك أنهم سيهزمون.

إذن فقد حارب النضر بن الحارث الإسلام بطريقة ما زالت تطبق إلى يومنا هذا، وستظل تطبق إلى يوم القيامة، وصدق الله العظيم إذ يقول: [أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ] {الذاريات: 53}.
ثالثًا: الحرب النفسية
كغيرها من الوسائل التي اتبعوها في حرب الإسلام فقد شن كفار قريش حربًا نفسية على المسلمين حتى لا يشعروهم براحة أو يقر لهم قرار، وقد تمثلت هذه الحرب في أشكال ضغوط نفسية من قبل الأهل والأقارب على أبنائهم وذويهم حتى يتركوا الإسلام، فاجتمع أهل الكفر وأعلنوا في مكة أنه على كل أب وعلى كل أم وعلى كل شيخ قبيلة أن يتصدى لأبنائه وذويه ممن اتبعوا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -.

وذلك - كما يرون - من أجل مصلحة الابن الذي خرج عن دين الآباء، وأيضًا من أجل مصلحة الأب حتى يظل محتفظًا بمكانه في مكة، وقد كانت لهجة أهل السلطان في مكة تحمل تهديدًا خفيًّا وأحيانًا صريحًا.

وكان ممن حورب بذاك السلاح النفسي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فقد حاولت أمه أن تثنيه عن الإيمان بكل طرق الترغيب والترهيب، ولكن محاولاتها باءت بالفشل.

فلجأت إلى وسيلة جديدة معتقدة أنه لن يجدي مع ذاك الابن الذي فارق دين الآباء غيرها، فأعلنت الإضراب عن الطعام والشراب حتى يرجع سعد - رضي الله عنه - عن دينه، حرب وضغط نفسي كبير على ذلك الشاب الذي لم يجاوز العشرين ربيعًا، ورغم ذلك فقد ثبت رضي الله عنه، ووقف أمامها وقد أشرفت على الهلاك يقول لها في يقين وإصرار: تعلمين والله يا أمّه لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء، فكلي إن شئت أو لا تأكلي!

وأمام هذا الإصرار النابع من إرادة داخلية جادة، وليس فقط مجرد إعلان التحدي، أو مجرد رد فعل طبيعي أكلت الأم وبقي سعد رضي الله عنه مسلمًا.

ومثل موقف سعد رضي الله عنه كان موقف مصعب بن عمير رضي الله عنه، فقد استخدمت معه أمه هذا الضغط النفسي أيضًا في محاولة يائسة منها لتثنيه عن موقفه من الإيمان بالله ورسوله.

وكان مصعب رضي الله عنه من أنعم فتيان قريش، فقد كانت أمه ذات ثروة وغنى، وقد وفرت له من أسباب الرفاهية والتنعم في مكة ما لم يتوفر لغيره من الفتيان، فكانت تأتي له بالعطر من الشام، والملابس من اليمن.

وحين آمن منعت عنه كل ذلك، واضطرته إلى حياة الكد والتعب والخشونة، بل وطردته من بيتها معتقدة أن مثل هذا سيجدي معه.

وعلى هذا الحال الذي لم يكن معتادًا عليه ظل مصعب بن عمير ثابتًا على موقفه من الإيمان، حتى لقد تخشف جلده مثل تخشف الحية، وكان الصحابة يبكون لحاله التي صار عليها.

وقريب من ذلك أيضًا ما حدث مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كان عمه يلف حوله الحصير ثم يشعل النار من تحته حتى يكاد يختنق، لكن ذلك أيضًا لم يثنه عن إيمانه.

وبعيدًا عن محاولات الأهل والآباء والأمهات هذه فقد كان لرءوس القوم في مكة الدور البارز في هذا المجال، فكان أبو جهل - لعنه الله - يمر بنفسه على أهل مكة مهددًا وموعدًا من كان في بيته مسلم بالخسارة الفادحة في المال والجاه.

وكان يطرد من العمال من شك في أنه أسلم، وأيضًا كان يضغط على كبراء مكة كي يضيقوا اقتصاديًّا على المسلمين، في محاولة لئلاّ يجد الرجل وقتًا للإسلام، ويظل كل همه تحصيل لقمة العيش، فمن لم تقنعه الكلمات أقنعه البحث عن اللقيمات.

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم من الحرب النفسية.لم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا من هذه الضغوط النفسية وتلك الحرب، فقد كان أبو لهب - لعنه الله - قد زوَّج ولديه عتبة وعتيبة من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم، وحين أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الإسلام أراد أبو لهب أن يكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمّله همَّ ابنتيه، فأمر ولديه أن يطلقاهما - وهما بعدُ لم يدخلا بهن - ففعلا.

ولا شك أن فكر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يُشغل بهذه القضية، كما أن صورته قد تهتز في مكة كلها، فهذا لا يرضى لأبنائه أن يتزوجوا من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لمثل هذا آنذاك وقع - أي وقع - على من كان في موقفه صلى الله عليه وسلم.

وقد وصل الأمر غايته حتى كان للنساء أيضًا دور كبير في هذه الحرب وتلك المضايقات التي لم يسلم منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت زوجة أبي لهب أم جميل أروى بنت حرب - وكانت امرأة سيئة - تحمل الشوك وتضعه أمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقع فيه.

ولم تكتف بذلك فقد خرجت ذات مرة تريد أن تضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جالسًا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الكعبة، فجاءت هذه المرأة تحمل في يدها فهر من الحجارة (ملء كفها) تريد أن تضربه بها، وحين ذهبت إليه أخذ الله عز وجل ببصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تر إلا أبا بكر، فقالت له:

أين صاحبك؟ قد بلغني أنه يهجوني.

وكان قد نزل قوله تعالى: [تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ] {المسد: 1- 5}.

ثم قالت: والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه.

وقد تعدى الأمر مداه حتى كان أهل مكة يتطاولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في داخل بيته، فكان إذا صلى في فناء منزله قاموا بإلقاء رحم الشاة عليه من أعلى السور حتى يصيبه الأذى، حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وراء حجر يستتر به من قاذورات قريش.

وفي محاولات منه لوقف تصرفاتهم تلك كان صلى الله عليه وسلم يحمل هذه الأوساخ ويخرج بها من بيته يخاطب عقول وقلوب قريش يقول:

"يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَيُّ جِوَارٍ هَذَا؟!"

يحاول صلى الله عليه وسلم أن يذكرهم بحقوق الجيرة والجوار، التي طالما تشدقت بها قريش، وطالما تحدثت عن حفظها لحقوق الإنسان، ثم ها هي تحارب أعظم رجالاتها وخيرة أبنائها حين أعلن كلمة الإيمان.
رابعًا: طلب الأمور المعجزة
من باب الجدل والمراء استخدم أهل الباطل وسيلة أخرى في محاولة منهم لحرب الإسلام وصد الدعوة الإسلامية، وهي طلب الأمور المعجزة لا من باب الإيمان أو الاقتناع، وإنما من باب الجدل والمراء.

فقد أتى لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعجزة عظيمة خالدة، يدرك قيمتها كل عربي تمكن من عربيته وهي القرآن الكريم، وكان التحدي به صارخًا حين قال عز وجل: [وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ] {البقرة: 23، 24}.

فلم تستطع قريش - ولو لمرة واحدة - أن تعارض القرآن الكريم، ورغم ذلك ومع علمهم بصدقه صلى الله عليه وسلم، ومع علمهم بعجزهم وضعفهم أخذوا يطلبون المعجزات الأخرى من باب الجدل.

فطلبوا - على سبيل المثال - شق القمر، وفي معجزة باهرة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بيده إلى القمر فشُقَّ إلى نصفين، نصف على جبل ونصف على جبل آخر، ورغم ذلك قالوا كاذبين: سحركم محمد!

وقد حاول أحدهم أن يكون واقعيًّا بعض الشيء فطلب منهم أن يسألوا القادمين من السفر، متعللاً بأنه لو كان قد سحرنا فلن يكون قد سحر هؤلاء، وحين قدم المسافرون سألهم أهل قريش على ما رأوا، فكان الجواب أنهم رأوا القمر وقد شق في ذات الليلة وذات التوقيت الذي كانوا قد رأوه فيه، ورغم ذلك ولأنهم ما طلبوا الآيات رغبة في التصديق وإنما طلبوها لمجرد الجدل والمراء قالوا مكررين: هذا سحر مستمر.


وقد وصل الأمر إلى أن قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما حكاه عنهم القرآن الكريم: [وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً] {الإسراء: 91- 93}.

وإن كل ما أرادوه هذا منه صلى الله عليه وسلم هو أقل من معجزة القرآن الكريم إلا أنهم لم يريدوا أن يؤمنوا؛ إذ نية التصديق والاقتناع غير متوفرة، يصف حالهم هذا سبحانه وتعالى فيقول: [وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ] {الحجر:14، 15}.
خامسًا: السخرية والاستهزاء بالمؤمنين
في تنحية لجانب المنطق والعقل وإقامة الحجة والبرهان استخدم أهل الباطل واحدة من أقبح وسائلهم في حربهم ضد المسلمين، وهي تعمد السخرية منهم والاستهزاء بهم.

يصف حالهم سبحانه وتعالى فيقول: [إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ] {المطَّففين: 29- 33}.

وكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأ بهم المشركون وقالوا: [أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا] {الأنعام: 53}.

وإذا دخل عليهم فقراء المسلمين قالوا سخرية واستهزاءً: هؤلاء ملوك الأرض؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لهم: قولوا كلمة واحدة (لا إله إلا الله)، تملكون بها العرب والعجم.

وفي ذات مرة كان قد علم أُبيّ بن خلف أن صاحبه عقبة بن أبي معيط قد جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، فاعتقد أُبيّ أنه قد آمن، فغضب وعاتب عقبة الذي لم يؤمن بعدُ. ولكي يصدقه في أنه لم يؤمن طلب منه أن يتفل (يبصق) في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل عقبة - لعنة الله عليه - ذلك، هكذا فعلوا مع أحب الخلق إلى الله عز وجل
كانت هذه هي المرحلة الأولى من المواجهة وهي المواجهة السِلْميّة نسبيًّا، ورأينا كيف تعددت فيها أساليب الصد عن سبيل الله، وهذا مجملها:

1- تحييد المساندين.

2- استخدام الإعلام لوقف المد الإسلامي على ثلاثة محاور هي:

- تشويه صورة الدعاة أمام الناس.

- تشويه الدعوة أمام الناس.

- شغل الناس بالباطل وإلهاؤهم بالإباحية.

3- الحرب النفسية على المسلمين.

4- طلب المعجزات من باب الجدل.

5- السخرية والاستهزاء.
!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ammarna95
(( افـعـى الـهـكـر الـمــبـدع ))
(( افـعـى الـهـكـر الـمــبـدع ))
ammarna95


من الذي دعاك : صديق
الجنس ذكر
الابراج : الجدي عدد الرسائل : 478
تاريخ الميلاد : 28/12/1990
البلد / المحافظة : دمشق
نقاط واوسمة نقاط واوسمة : 743
تاريخ التسجيل : 02/08/2010

مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام   مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام I_icon10الإثنين سبتمبر 06, 2010 8:17 am

نلنلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr_Error
نائب المدير العام
نائب المدير العام
Mr_Error


من الذي دعاك : بحث عن برنامج
الجنس ذكر
الابراج : العذراء عدد الرسائل : 1149
تاريخ الميلاد : 04/09/1991
الموقع : افاعى الهكر
الهواية : الدفاع عن الأسلام والمسلمين
البلد / المحافظة : مصر
نقاط واوسمة نقاط واوسمة : 1414
تاريخ التسجيل : 11/08/2010

مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام   مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام I_icon10الإثنين سبتمبر 06, 2010 9:28 am

الحمد لله ربنا يعطيك العافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملك كوبرا
(( ألادارة ))
(( ألادارة ))
الملك كوبرا


من الذي دعاك : رب الكون الذي دعاني
الجنس ذكر
الابراج : الثور عدد الرسائل : 2567
تاريخ الميلاد : 22/04/1981
الموقع : http://www.kopra-hakr.alafdal.net/
الهواية : عالم الاختراق والجهاد في سبيل الله
البلد / المحافظة : القدس الشريف
نقاط واوسمة نقاط واوسمة : 2933
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام   مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام I_icon10السبت سبتمبر 11, 2010 2:22 pm

مواقف من حياة الرسول   كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام 544212
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kopra-hakr.alafdal.net
 
مواقف من حياة الرسول كفار مكه ومحاولات وقف نشر الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مواقف من حياة الرسول الدعوة سرا فى بداية ظهور الاسلام
» مواقف من حياة الرسول والدعوة جهرا ونشر الاسلام
» نبذه عن حياة الرسول
» اكثر مواقف الرسول تاثيراً فى نفسك
» من هنا بدا الاسلام فى مكه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــنــــتــــدى افـاعـــي الــهــــكـــــر  :: الـقـســــــم الـديـنـي فـي الـــهــكــر :: منتدى الفتوة و الاحاديث الشريفة-
انتقل الى: